الحاجة لقراءة الثقافة المهدوية برؤية حضارية: إننا نعيش فترة أيام حاسمة في تاريخ البشرية الفكري ، بما تنطوي عليه من تحولات ثقافية ومخاضات فكرية كبرى من قبيل صراع الحضارات أو حوار الحضارات أو تكامل الحضارات أو…. وإنطلاقاً من القرآن الكريم الذي أسس لمبدأ (تعارف الحضارات) بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. فالأمم والشعوب والحضارات مهما تنوعت وتوزعت على مساحات الأرض إلا أنها مطالبة بالتعارف ، وهذا ما يريده سبحانه وتعالى للإنسانية ، وهو مستوى رفيع وراقي من العلاقات ، وهذا يستتبع معه الإنفتاح والتواصل والحوار ، الذي من أبعاده أن تتعرف كل أمّة وكل حضارة على أفكار وثقافات وعقائد الأمم والحضارات الأخرى ، ومن هذه الإمور المتفق عليها والمشتركة فكرة المخلص الموعود ، مما يتطلب منا مهمة ومسؤولية تعريف وإيضاح حقيقة المهدوية (الاطروحة الإمامية) للأمم والشعوب الأخرى. من هنا نأمل أن تكون قراءتنا للمهدوية برؤية فكرية حضارية تتعالى على النظرات الثقافية الضيقة ، وتفتح مجال التفكير في الثقافة المهدوية بمنهج ومنظور معرفي حضاري يتطابق مع أهداف وغايات الإمامة الخاتمة.